ورقة وأسيرة...

ورقة واحدة فقط ...

عدتُ إلى بيتي في ذلك المساء وفي يدي ورقة ...
ورقة واحدة فقط ... كانت آخر ورقة من الأوراق كلّها ...
كانت رسالة وداع مكتوبة بدموع حزينة ... ومعطرة بأقحوان الرّوح ...
وموقعة بقبلة من شفاه رائعة ...صاحبتها نجمة من نجوم ذلك المساء ...
حروفها آلام ... كلماتها أنّات... على الفراق ...هكذا حال الرسالة ...
فما بالك بحالي .... روح مشتتة مرهقة ... نال منها المرض ما نال...
أصبحت العقاقير طعامي ... والأدوية شرابي ... والسكوت كلامي ...
فلمْ يعد للحياة طعم ... وتوقفت عقارب الزمن ... وتعطّل قطار العمر ...
بعد تلك الرسالة التي جعلتني سفينة وسط المحيط ... يتيماً لا أملك أهلاً ...
غريباً بلا وطن... والآن أترك للصمت كلماتي ... وللقلم مشاعري وآهاتي ...



أسيرة الروح

ارتمتْ على كرسيها الخشبي وفي يدها بضعة أغصان من
شجرة عمرها الهرمة
وقد رسمتْ الدّموع في وجهها أبلغَ صور الحزن ... الذي أخذ
طريقه إلى قلبها ...
تجلّى أمامها شريط الذاكرة ... فتوقفتْ عند محطة وبكتْ عند أخرى ...
لمْ ترَ نفسها في أيّ صورة ... دائماً صامتة ...
باعتْ حياتها واشترت بها حياة أهلها وأولادها ... أرادت
أنْ تعوّض ما فات فسمحت لفمها أنْ ينطق ... لقلبها أنْ
يحكي قصة ذلك الحزن ...
ولكنّ الكلمات أبتْ ذلك ... وآثرت أن تبقى أسيرة الرّوح ....
فرمتْ المرأة أغصانها... واستسلمت لنوم عميق ....

شكرا اخ بلال على مرورك العطر
لكن هذا ماجال بالنفس بعض الوقت ومضى بحاله