النظافة تلك الكلمة المتداولة باستمرار

النظافة تلك الكلمة المتداولة باستمرار



دائما نستعمل كلمة نظافة خاصة مع الأود .....
هل غسلت وجهك عندما صحوت من نومك ؟
هل غسلت يديك عند دخولك إلى البيت ؟
ها وهل و هل ......؟؟؟؟
أهذا ما تعنيه كلمة نظافة ؟؟
من خلال ما عشت من العمر اكتشفت ان لكلمة نظافة مدلولات ومعايير
ومعانٍ كثيرة وكبيرة صحيح إنها تبدأ من سؤال الكبير للصغير لكن هناك
أنواع من النظافة أيضا تبدأ من الكبير لتنتهي عند الصغير .
أنواع النظافة : نظافة الجسم , اللباس , المكان , الأشياء التي نكون معها
على تماس مباشر أي الأشياء الحسية الملموسة .
لكن ماذا عن النظافات الأخرى أم أننا لا نسمي النظافة أو نطلقها إلا على كل
ما يتم غسله ؟؟
أين نظافة الفكر ؟ أين نظافة اللسان ؟ أين نظافة النفس ؟ أين نظافة القلب ؟
أين نظافة الضمير ؟؟
أين ؟ وأين ؟ وأين ....
عندما ذكرت نظافة الفكر فاني قصدت المفكرين والمبدعين والمؤرخين ففكرهم
يجب أن يكون نظيفا غير محشو أو يحشى بعض الأحيان بما يخالف نظافة
الفكر أي الأمانة في إيصال المعلومة الدقيقة للقارئ .
أما نظافة اللسان فنحن بتنا لا نعرفها حتى بأقل التعاملات فيما بيننا فلساننا
أصبح السلاح الفتاك بما يطلق من عبارات وكلمات قد تجرح أحيانا وتقتل
أحيانا كثيرة قد تنهي مستقبل إنسان فاللسان هو أداة تواصل و تعبير عما
يجول داخل الفكر والنفس البشرية التي تخلى عنها الكثيرين .
ونظافة النفس هي من أهم النظافات بعد الضمير الذي بات غائيا أو لنقل بعبارة
ألطف مغيباً
فنظافة النفس تعتبر جواز السفر للإنسان لعبور كل نفس يصادفها إما أن تكون
عبورا سيئا أو مؤلما أو جارحا أو عبورا يترك أثرا جميلا محببا يقرب
الأنفس من بعضها وهذا بات مغيبا أيضا .
ولنظافة القلب شان آخر فهي تجعل من صاحب القلب النظيف إنسان محبوبا
لأنها تجعله يبتسم بوجه الآخرين يستوعب الأخر يتفهم مشاعر الآخر لكن
جرى له عملية تقسية ونالت منه كل تلك الصفات وصرنا نتصيد الهفوات
لنصنع منها سلما نصعد عليه وقبرا ندفن فيه الإنسانية مع من جعلنا من
هفوته جريمة وشهرنا به .
نأتي أخيرا على نظافة الضمير هل تساءل احدنا يوما ما هي نظافة الضمير
هل فكر احد أن يتفقد الضمير كي لا تشوبه شائبة ويبقيه برونقه وصحوته
من المؤكد انه يوجد لكن قلة نادرة جدا في زماننا هذا لم يبق من تلك
النظافات
سوى نظافة الجسم واللباس
كل هذا هو سبب تخلفنا عن ركب الحضارة وسببا إننا أصبحنا عبثيين بكل
مناحي الحياة كي نرتقي لمنصب كبير او نحصل على مبلغ من المال
أو.. أو.. أو.. تساؤلات واحتمالات كثيرة
وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة و إلحاح ينتظر إجابة :
إلى متى ؟؟
سيبقى الفكر يحشى بما لا يتناسب وشرقيتنا وعقيدتنا
إلى متى ؟؟
ستبقى الستنا تلوك بسيرة أناس شرفاء أو غير ذلك أليس للإنسان الذي
تلوكه ألسنتنا لسان من المؤكد أن له لسان ويمكن أن تكون كلماته اقوي
أثرا من كلماتنا .
إلى متى ؟؟
ستبقى النفوس قذرة لا يهمها إلا ما ينفعها حسب الظن .
إلى متى ؟؟
يبقى القلب قاتما يخبئ عكس ما يقول اللسان فيجرح منه أناس طيبون .
إليكم الإجابة :
عندما يصحو الضمير ويغدو نظيفا ضمير إنسان مؤمن بغض النظر عن
ديانته
عندما يضع الإنسان نفسه مكان الطرف الأخر قبل أن يتصرف أي
تصرف تجاهه
عندها سنرى مجتمعنا أصبح مجتمعا تخشاه كل يد عابثة تحاول العبث به
أتمنى أن أكون قد وفقت بإيصال فكرتي وان لا أكون قد أطلت عليكم
وان حدث هذا فالموضوع قد حكم بذلك