بقلم : م.نديم الجابي - رئيس التحرير
تعودنا منذ عقود طويلة أن نتعامل مع أي هزة تصيب رياضتنا بشكل عام أو كرتنا بوجه خاص بردة فعل آنية تقوم على الأغلب على مبدأ الإطاحة بالقائمين عليها والإتيان بآخرين دون أن يطرأ تغيير على الآليات والعقليات التي تُدار بها الكرة السورية .
فعندما نقع في فخ (خطأ إداري) ناتج عن ضعف الإمكانات والخبرات على حد سواء ترتفع الأصوات هنا وهناك مطالبة برأس فلان أوعلان وكأنما التضحية بهذه الرؤوس سيأتي على الكرة السورية بالخير ناسين أو متناسين أن الذين تعاقبوا على قيادة الكرة السورية في العقود الثلاثة الأخيرة لايتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة والنتيجة واحدة وهي المزيد من الغوص في غياهب التخلف والبعد عن أدنى درجات التطور والحداثة لأن المثل الشهير يقول :(فاقد الشيء لايعطيه؟!!).
تمنيت لو أن مسؤولاً رياضياً على مدى أربعين عاماً خرج علينا ليقدم استقالته متحملاً مسؤولية هذا التراجع المستمر!!وتمنيت لو أن واحداً من أصحاب المعالي تكرم على الرياضة السورية بأفكار (جديدة) تنقلها نقلة نوعية نحو آفاق جديدة!!تمنيت لو أن أحداً من أصحاب القرار في بلدنا قرر الدعوة لعقد مؤتمر تشاوري تُدعى إليه الخبرات العالمية لبحث البنية التي تقوم عليها الرياضة السورية ووضع المقترحات والآليات التي تنهض بها وتدفع بعجلتها نحو التطور.
قبل أن نبحث عن إقالة فلان وعلان من (الجاثمين) على صدر رياضتنا وكرتنا على وجه التحديد دعونا قبل ذلك نعلن أننا جميعاً (قياديين ومحبين) للرياضة مسؤولون عن النهوض برياضتنا الجريحة ،رياضتنا التي باتت تعود من الأولمبياد الآسيوي ببعثة (طنانة رنانة) وهي فخورة بميدالية ذهبية وأخرى برونزية حققهما ملاكمين فيما بقية رياضيينا المشاركين كانوا ضيوف شرف لا أكثر؟؟؟
رياضتنا أيها السادة بحاجة إلى تبديل فوري للذهنية التي تُقاد بها وإلى تغييب سلطة المكاتب وتغليب سلطة المبدعين من أصحاب النفس الطويل في الرياضة وإدارتها وقبل أن نطلب رأس فلان دعونا نسأل أنفسنا الأسئلة التالية:
- من هو المسؤول عن وأد الخبرات الرياضية على مدى العقود الأربعة الماضية ؟
- من هو المسؤول عن إخفاء ملفات الدورات والمؤتمرات التي كان يدعو إليها الإتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم كل عام وعلى مدى هذه العقود؟
- من هو المسؤول عن تغييب دورات المدربين الآسيوية (A,Bو(C عن مدربينا حتى ماقبل العام 2005؟
- من هو المسؤول عن عدم إقامة دورات في فنون الإدارة لتأهيل الكوادر المحلية وتأهيل المتفوقين ودعمهم واستقطابهم للعمل في مفاصل رياضتنا؟
- من هو المسؤول عن النزاعات الدائمة الدائرة على مدى عقد من الزمن بين اتحادنا الرياضي العام والإدارة المحلية حول الإشراف على المنشآت الرياضية؟
- من هو المسؤول عن النزاعات الخفية الدائرة بين أصحاب المصالح وطلاب الكراسي في اتحاد كرتنا حتى بات بيع الوطن سهلاً لتحقيق مآربهم الدنيئة؟
- من هو المسؤول عن توسيع حجم الهوة بين اتحاداتنا المحلية المتعاقبة والإتحاد الدولي لكرة القدم؟
- من هو المسؤول عن جعل اتحاد الكرة عبارة عن (غرفتين ومنافعها) ومقتصراً على أربعة موظفين فقط؟
إذا عرفنا أجوبة هذه الأسئلة فسنعرف حتماً خطوتنا الأولى الفعلية نحو الأمام وسندرك وقتها كم نحن متأخرين عن الآخرين!!!.