قال عبد الله بن عمر : كانت الجن قبل ادم بالفى عام فسفكوا الدماء ، فبعث الله اليهم جندا من الاملائكه فطردوهم الى جزائر البحور . وعن ابن عباس نحوه . وعن الحسن : الهموا ذلك . وقيل : لما اطلعوا عليه من اللوح المحفوظ ، فقيل اطلعهم عليه هاروت وماروت عن ملك فوقها يقال له السجل . رواه ابن ابى حاتم عن ابى جعفر الباقر . وقيل : لانهم علموا ان الارض لا يخلق منها الا من يكون بهذه المثابه غالبا . ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) اى نعبدك دائما لا يعصيك منا احد ، فان كان المراد بخلق هؤلاء ان يعبدوك فيها نحن لا نفتر ليلا ولا نهارا .
( قال انى اعلم ما لا تعلمون ) اى اعلم من المصلحه الراجحه فى خلق هؤلاء ما لا تعلمون ، اى سيوجد منهم الانبياء والمرسلون والصديقون والشهداء .
ثم بين لهم شرف ادم عليهم فى العلم فقال : ( وعلم ادم الاسماء كلها ) . قال ابن عباس : هى هذه الاسماء التى يتعارف بها الناس : انسان ، ودابه ، وارض ، وسهل ، وبحر ، وجبل ، وجمل ، وحمار ، واشباه ذلك من الامم وغيرها . وفى روايه : علمه اسم الصفحه ، والقدر ، حتى الفسوه والفسيه . وقال مجاهد : علمه اسم كل دابه ، وكل طير وكل شىء . وكذا قال سعيد بن جبير وقتاده وغير واحد .