انا لست بشاعرة تنظم القصيد ولكن قلبي نطق حروف وكلمات............
فجاء العقل حاملا حقائبه ليصحح, فلما نظر الى ما كتب لملم حقائبه وجلس في ركن قصي...... ينصت لما يقال ...........
اهمس لي شيئا........
لم اسمعك....
دع الهمس أعلى فليس حولنا عزول..
همس ثانية ...لكني لم افهم .
صرخت من خوفي, ازرع لسانك في أذني...
وحركه بكل انواع الحروف والنغمات ...
لعل شيئا منها يصل اعماقي ,فيوقظ سباتها , ويحيي مواتها, ويجعلها تضج بالحركة من جديد....
ماذا قلت : اعد ثانية .....
آه فهمت ...
تقول: أن الربيع قادم , ماذا تقصد وإلام ترمي..
يعود ليهمس همسا اقوى ...
يقبل الربيع وتأتي العصافير وتتفتح الازهار وينبت العشب البري وتغرد البلابل كل هذا يدفء القلب ويشعل الروح ويغري بالولادة الجديدة ونسيان زمن الالام وحالات الضياع ..
يتنهد قليلا ليقول : لماذا نحن البشر لا نجيد قراءة الطبيعة بكتابها الواضح ومداداتها الحية الخلاقة التي تعبر بالصور والالوان والعطش والارتواء من كل الموارد لما لا نكون مثلها ونشاركها هذا الاحتفال .. فنحن جزء من هذه اللوحة وجزء اساسي ولا تكتمل إلا بنا نحن....
نضحك مع المياه ونقفز فرحا مع كل ما يشتعل فرحا .... ونطير مع الاحلام ...
فالجو ساحر ومسحور ...
وفيه نشوى وسكر وخدر...
قلت على الفور : هل تعدني بأن نعيش هذه الاجواء ...
عاد للهمس ولكن بزفرات من الالم , اجل يا حبيبتي ...
واخذ يدي بكلتا يديه . وقال: غدا يا حبيبتي , سوف ارحل بك لعالم الربيع ولن أدعك تنتظرين قدومه ..
ثم عاد الى نومه وتعلو وجهه ابتسامة حيرى ملىء بالامل ....
عندها شعرت بقلبي يخفق بين الحنايا ...
وقلت في نفسي : اجل .. اجل ,
سوف يأخذني نحو مشرق النور وفيضان الاشعة ....
فاقتربت لوجهه واذ به مغتسل بدموع عيني ولم اعد اشعر إلا بتلك الدموع المتساقطة كالمدرار.....