شاعر النيل

انه الشاعر الكبير حافظ ابراهيم لم يعرف مولده بالضبط البعض
يرجعه لعام (1870 او 1880 )
ويقال في عام (1872) كانت سفينة ترسو على شاظىء النيل
في اعلى الصعيد وكان يسكنها ابراهيم افندي فهمي احد المشرفين
على قناطر (ديروط) وزوجته التركية الاصل والمسماة بالست
هانم ...........
وضمن هذه السفينة المسماة ( ذهبية ) ولد لهذه الاسرة الصغيرة
مولود اسموه ( محمد حافظ ) ومن حسن الحظ انه ولد في النيل
وتغزل بشعره بالنيل وكان كمياه النيل متلون متغير المزاج دائم
التنقل في حياته
توفي والده وهو صغير وعاش في بيت خاله مدة من الزمن حيث
ادخله خاله مدرسة تسمى( المدرسة الخيرية ) تعلم فيها الكتابة
والقراءة وشيء من الحساب ثم انتقل لمدرسة ابتدائية وانتهى به
الحال للمدرسة الخديوية الى ان انتقل مع خاله لمدينة طنطا وكان
خاله يعمل مهندسا .......... ولكن حافظ ابراهيم وهو في سنه
الصغير يحفظ الشعر وينتقيه وقد علم نفسه بنفسه ولكنه لا يحب
العمل وبيت خاله يذكره باليتم والعدم والحزن العميق وكان
شاعرنا شديد الشكوى وشديد الملل فقد هجر بيت خاله وعمل في
المحاماة رغم عدم وجود شهادة وعمل في مكتب محامي وكان
طليق اللسان سريع البديهة ...........
ورغم انه من الطبقة الارستقراطية إلا انه عايش الفقر والفقراء
وتحسس آلآم الشعب وكان من الشعراء الذين يحبون النكت إلا في
شعره فكانت تلك تعتبر حالة غير جيدة لشاعرفي ذاك الزمن وكان
يحب شعره كثيرا ولا ضير لديه ان تهجوه ولا تهجو شعره
عمل ايضا في السلك العسكري وكان ضابطا صغيرا ثم عمل في دار
الكتب وهذا العمل اعطاه شيئا من الحرية
واكمل ثقافته من كتب الادب وخاصة كتاب الاغاني للاصفهاني وكان
يقرأ الشعراء القدامى ويتخير من شعرهم ما يوافق شخصيته ويحفظه
كما انه الم باللغة الفرنسية وترجم البؤساء لفيكتور هوجو وبعض قطع
لجان جاك روسو واتقن الانكليزية ايضا وترجم بعض مقطوعات
لشكسبير إلا انه اثرى نفسه بالانتاج العربي والثقافة العربية ..........
ومن ظرفه عندما طالب برفع راتبه قائلا (( يجب ان يعطى
الشاب راتبا عاليا وعندما يصبح كبيرا في السن ينخفض ذاك
الراتب لعدم حاجة كبير السن لذاك الراتب الكبير )
وكان يتصل برجال النهضة الوطنية ويلتهب حماسة من حماستهم
ويمتلىء وطنية من وطنيتهم
وقال في الهجوم الامريكي على اليابان حيث كان له صديقة وعندما
زارها رأها تستعد للسفر الى اليابان لتكون مع قومها فضحك وقال لها
ماذا تفعلين انت
وصاغ ذلك شعرا حيث قال :
قلت والالام تفري مهجتي ............... ويك ما تفعل في الحرب الظبا
فأجابتني بصوت راعني ................ وأرتني الظبيا ليسا اغلبا
قالت: أن لم احسن الرمي ......... .... ولم تستطع كفاي تقليب الظبا
اخدم الجرحى واقضي حقهم .......... وآواسي في الوغى من نكبا
وقال ايضا في الام شعرا يفوق حد الخيال
الام مدرسة اذا اعددتها ............... اعددت شعبا طيب الاعراق.
اما من حيث الوطنية والعروبة فله الكثير الكثير نذكر البعض مما قاله :
وإن دعا في ثرى الاهرام ذو الم ............ اجابه في ذرى لبنان منتحب
ومن مواقفه العروبية قصيدته المشهورة
لمصر ام لربوع الشام تنتسب ........ هنا العلا وهناك المجد والحسب
ركنان للشرق لا زالت ربوعهما...... قلب الهلال عليها خافق وجب
اذا المت بوادي النيل نازلة ............ باتت لها راسيات الشام تضطرب
ها هو شاعر النيل حاولنا ان نكتب عنه القليل لنذكر ابناء هذا الجيل بشعرائنا المعاصرين وما قالوه في العرب ولم شمل هذه الامة
التي لن ندخر لها جهدا ألا وبذلناه في سبيلها
فرحم الله الشاعر والهمنا الرب شعراء مثله وابطال في ساحات الوغى