كتاب جديد يكشف حالة الرعب التي يعيشها أمير قطر من صمود سورية
في دليل جديد على التورط القطري والخليجي بالأزمة في سورية
وتداعياتها كشف المؤلفان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو في كتاب بعنوان
"قطر أسرار الخزينة" صدر حديثا ما يتداول في كواليس الدبلوماسيات الغربية والعربية
ومفاده أن أمير قطر بات مهووسا بسورية ويعتبر الأمر معركة شخصية حيث يعلم أن بقاء
القيادة السورية يعني أنه سيدفع الثمن ولذلك يوظف كل طاقته بغية تغيير النظام في سورية.
وقال الإعلامي اللبناني سامي كليب في مقال له عن الكتاب نشرته صحيفة السفير اليوم:
إن الكتاب ينقل عن أحد أبناء عمومة أمير قطر ودبلوماسي أوروبي في الدوحة تأكيدهما أنه
"إذا طال عمر الأزمة في سورية فقد يهتز التوازن الداخلي في الدوحة ذلك أن ثمة صراعا
يدور بين رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يهندس الإستراتيجية القطرية
في سورية وولي العهد تميم بن حمد آل ثاني الذي يعمل بطريقة مختلفة حول هذا الملف".
وفي السياق ذاته أكد دبلوماسي فرنسي آخر التقاه المؤلفان أن السلطة في قطر لا تخطط
للمدى الطويل بالأزمة في سورية وإنما تعمل للمدى القصير وهو ما يشكل نقطة ضعفها.
ولفت كليب إلى أن الكتاب الفرنسي الصادر عن دار ميشال لافون يقدم شهادات ومعلومات كثيرة
لمن يريد أن يفهم التركيبة الداخلية القطرية ولكن أيضا آلية الإستراتيجية القطرية ووسائلها
وأهدافها حيال قضايا عربية ملتهبة وخصوصا في ملفي ليبيا وسورية.
ومن المعلومات حول سورية مثلا يروي الكاتبان أنه منذ صيف العام الماضي قررت قطر تسليح
المعارضة السورية على الأرض وهكذا فإن وحدات من القوات الخاصة القطرية انتشرت عند الحدود
التركية والأردنية مع سورية لكن محاولاتها المتكررة سابقا للدخول إلى سورية لم تنجح.
وأضاف الكاتبان: إن الوضع تغير منذ أيلول الماضي حيث كشف مسؤولو الأمم المتحدة في سورية
أن قوات خاصة قطرية وصلت إلى الداخل وهو ما أكده أيضا عضو من العائلة القطرية الحاكمة.
واستنادا إلى معلومات دبلوماسية فرنسية فإن الكاتبين يؤكدان أنه منذ الصيف الماضي دخل
القطريون في غرفة الحرب التي أنشئت في أضنة التركية وذلك بدعم سعودي الأمر الذي سمح للأتراك
بالإشراف على تدفق الأسلحة الخفيفة وخصوصا بنادق الكلاشنيكوف وبعض القاذفات المضادة للدروع
والدبابات وراح المسلحون يشترون هذه الأسلحة من السوق السوداء بفضل أموال المبعوثين السعوديين
واللبنانيين والقطريين.
ولفت الكاتبان إلى أنه منذ آب الماضي بدأ الخلاف يدب بين القطريين والسعوديين فالإخوان المسلمون
المدعومون من قطر وتركيا أرادوا الإشراف على شبكات وصول السلاح إلى المسلحين بغية تعزيز سيطرتهم
على الأرض ما أغضب السعوديين الأمر الذي فرق بين المقاتلين على الأرض وراح كل طرف يقاتل بعيدا
عن الآخر الإخوان المدعومون من قطر في جهة والسلفيون الذين تدعمهم السعودية في جهة ثانية.
وكشف الكتاب عن سعي قطر للحصول على السلاح من الشركاء الغربيين ففي الخريف الماضي حين
التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رئيس الوزراء القطري أكد هولاند لضيفه الاستمرار
بالعمليات السرية المشتركة التي تقوم بها القوات الفرنسية والقطرية لدعم المجموعات
الإرهابية المسلحة في سورية كما أكد الكاتبان أن الجامعة العربية تدار اليوم من قبل قطر.
وأشار كليب إلى أنه في الكتاب معلومات مهمة أيضا حول مساهمة قطر في إسقاط العقيد الليبي معمر القذافي
وكلام عن الأسلحة والتمويل والقوافل العسكرية التي كانت تمر بالسودان ويشرح الكاتبان وسائل السياسة
القطرية من مال وإعلام ونفط وعلاقات دبلوماسية وشراء نواد رياضية.
وختم كليب مقالته بأنه لا شك بأن الكتاب وثيقة مهمة لمعرفة التركيبة السياسية الداخلية في قطر
وما جرى في خلال العامين الماضيين حيث تحولت قطر من "دولة صديقة للجميع إلى دولة في حال الحرب"
أو صارت "قزما بشهية وحش".
وتأتي هذه التأكيدات الإعلامية كدليل دامغ على أن قطر وبعض دول الخليج تقود بالإضافة إلى تركيا
محورا معاديا لسورية على مدى العامين الماضيين هدفه إسقاط دور الدولة السورية في المنطقة وتدمير
البنى التحتية للاقتصاد ونشر الدمار والخراب وإغراق سورية بدماء أبنائها خدمة لمخططات صهيوأمريكية
قديمة تستهدف بعض دول المنطقة.