السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استكمال لما كتبته سابقا عن عظائم النبي " صلى الله عليه وسلم "
سوف اعرض لكم باقي الموضوع متمني لكم الاستفادة
5- الرسول أعظم الناس خلقا :-
انك إذا ما أبصرت إنسانا يتوافر فيه خلق من الأخلاق الحميدة كالتواضع أو العفو مثلا أخذت تثنى عليه وتمدح فيه لاتصافه وتخلقه بخلق طيب فما بالك بمن جمع معالي الأخلاق الحميدة كلها ، لقد كان خلق رسول الله " صلى الله عليه وسلم " على الانتهاء في كمالها ، والاعتدال إلى غايتها حتى أثنى عليه بذلك ربه فقال : " وانك لعلى خلق عظيم "
وقال عنه انس رضي الله عنه : " كان رسول الله أحسن الناس خلقا " .
وقالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها : " كان خلقه القران يرضي برضاه ويسخط بسخطه " .
فهكذا كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم " عظيم الأخلاق كريم السجايا ، مهذب الطباع ، جم الحياء ، جميل السيرة ، طاهرة السريرة ، منبع الجود وغاية الإحسان ، غفورا لمن أذاه ، صابرا على من ظلمه ، حليما على من سبه أو شتمه .
كان " صلى الله عليه وسلم " يحب الكبير والصغير ، والرجل والمراة ، والغنى والفقير ، لذا ملك القلوب بعطفه واسر الأرواح بفضله وطرق الأعناق بكرمه .
كان دائما على محياه البسمة ، وعلى جبينه النور ، وفى يده الجود والكرم والبركة .
كان صادقا أمينا ، وفيا شجاعا ، كريما نبيلا " صلى الله عليه وسلم "
6- الرسول اشد الناس ذكرا :-
بل كان " صلى الله عليه وسلم " قدوة الذاكرين ، يذكر ربه في كل أحواله وعلى كل أحيانه ، بل خصص لنفسه أورادا من الذكر ويرغب من حوله من الناس على ذلك ، فمن أقواله " صلى الله عليه وسلم " : " سبق المفردون الذاكرين الله كثيرا والذاكرات " مسلم
" مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت " البخاري
وأوصى الرجل الذي اشتكى له كثيرة شرائع الإسلام عليه قائلا له : " لا يزال لسانك رطبا بذكر الله " .
وقال " صلى الله عليه وسلم " : " من عجز منكم عن الليل أن يكابده ، وبخل بالمال أن ينفقه ، وجبن عن العدو أن يجاهده فليذكر الله – عز وجل " .
7- الرسول اشد الناس حياء :-
عاش " صلى الله عليه وسلم " حييا كريما ، فكان اشد الناس حياءا وأكثرهم عن العورات إغضاء ، اى تغافلا عما يكره الناس ، وإذا ما بلغه شيئا عن احد أصحابه لا يقول ما بال فلان يفعل كذا ، ولكنه يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا وبهذا ينهي عن الفعل ولا يسمي صاحبه .
عن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : " كان اشد حياءا من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه " .
8- الرسول رحمة للعالمين :-
لقد جاء " صلى الله عليه وسلم " رحمة للعالمين عامة ولامته خاصة ، فهو الذي اخرج الناس إلي الهداية بعد الضلال ، والى طريق الحق والخير بعد المضي قدما في طريق الشيطان .
فهو رحمة للإنسان .. إذ نور قلبه بنور الإيمان وأرشده طريق الجنان .
ورحمة للشيخ الكبير .. إذ سهل له طريق العبادة ، وأرشده لحسن الخاتمة ، وأيقظه لتدارك العمر واغتنام بقية العمر .
ورحمة للشاب .. إذ هداه إلى أجمل أعمال الفتوة وأكمل خصال الصبا فوجه طاقاته لانبل السجايا وأجمل الأخلاق .
ورحمة للطفل .. إذ سقاه من لبن أمه دين الفطرة واسمعه ساعة المولد أذان التوحيد وألبسه في عهد الطفولة حلة الإيمان .
ورحمة للمراة .. إذا انصفها في عالم الظلم ، وحفظ لها حقها في دنيا الجور .
ورحمة لكفار عصره .. إذ رفع الله عنهم العذاب بوجوده فيهم : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " .
ورحمة لمن أطاع أو أوامره .. ومضي على دربه فجاء بالدين اليسير ولم يكلف أتباعه فوق طاقتهم فهو القائل : " خذوا من العمل ما تطيقون " البخاري ومسلم .
9- الرسول بشرا رسولا :-
ورغم ما وصل إليه " ص " من درجة لا تحدوها من الربانية والرحمانية إلا انه لم يخرج عن كونه بشرا وإنسانا.
فكان " صلى الله عليه وسلم " يرضي كما يرضي البشر ، ويغضب كما يغضب البشر ، ويفرح كما يفرحون ، ويحزن كما يحزنون ، ولكنه إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق ، وإذا فرح لم يفرح بغير حق ، وإذا حزن لم يخرجه حزنه عن الصبر والرضا ، ويشارك أصحابه في مسراتهم ولا يخرجه ذلك عن الوقار .