قد يمتلك الإنسان الخيار في السقوط من جرفٍ هارٍ إلى وادٍ سحيق .....
قد يمتلك ذاك أيضاً الخيار في السقوط من الطابق الخامس إثرَ شجارٍ مع أبيه جعلهُ يذهبُ حتفَ أنفه ...
لكن نوعاً ثالثاً من السقوط لا يمكن أن يكون لذلك الإنسان فيه خيار ....إنه السقوط في الحب !!
الساقطون في الحب ..... وقصتهم مع هذا الأخير :
علينا
ألا نظلم هؤلاء إذا علمنا أنهم مسلوبو الإرادة مكبلو القلوب ، تتجسد عندهم
الحياة على صورة حبيبة ،ويختصرون ملذات هذه الحياة ومتعها بالنظر إلى وجه
هذه الحبيبة أو حتى الإنصات إلى صوتها ...
التقى بها دون أجل ... دون صدفة ... في وقتٍ متأخرٍ من اللوعة والانتظار ...
لطالما بات فارغ القلب مثقلاً بالهموم .... فهل آن أوان ملئه ؟!
وبخطواتٍ
أثقلها الخجل وكبلها الارتباك سار إليها دون أن يصطحب رسالةً أو يحفظَ
قصيدة غزل .. تلعثم في حديثه ثم ....وقع ضحيةً للصمت !!
عرف أنه أحبها لكنها لم تعرف وربما .....عرفت ولكنها لم تفصح !! ذاك كبرياء النساء إذن !
ظل شهراً ....شهرين .. أو ثلاثة ،يطارد طيفها في خيالاته وفي المنام......لم يستطع البوح لها بكلمة ...خجولٌ هو حتى في المنام !!
وقع في الحب في وقتٍ مبكر وبقي يترنح فيه زمناً طويلاً ...إلا أنه أحسّ في وقتٍ متأخر منه أنه بحاجة إلى البوح...بل إلى الصراخ...
اعتلى جبلاً شاهقاً وصرخ بأعلى صوته مستحضراً أغنيهً لعبد الحليم :
(بحبهــــــــــــــــــــــــااااااااا ...بحبهــــــــــــــــــــــــااااااااا ...وبألبي سااكن حبهـــــــــــــــــــــاااا
.... بكرا خلاص حؤولهـــــــا ....روووحي لهــــا .... عألي لهــــــــــــــاااااا )
وبالفعل
...كما وعد ،في اليوم التالي سرّح خجله وطلّق عزلته ..رفع سبابته إلى
السماء وأقسم لها ثلاثاً أنه منجدلٌ في طينة حبها مذ خـُلق !!
لم يكن اعترافه لها بحاجةٍ إلى قسم فتعابير وجهه كانت تفصح عن ذلك الفتى الذي طالما اكتوى ...بنار الحب !!
فرحت
باعترافه أمامها بتلك الجريمة .. كانت تعرف الكثير عن جريمته تلك سيما
أنها شاركته فيها منذ البداية ، لكنها لم تقرَّ له بذلك!!
إنـــه كبرياءُ النساء ..يا سادة !!
الحب لا يتركنا ننجو بأنفسنا دون خسائر ، قال لها إذ التقاها ذات شوق
أجابته : إن أجمل الخسائر ..هي تلك التي يخلفها الحب لنا !!
مرت الأيام سريعهً كنسمةِ هواءٍ باردة ...
لم يكن ذلك الفتى يريد بها ضرراً ....
في مجتمعٍ شرقي تكاد تتشابه فيه الموازين ،لن يقول الناس إن ذلك الذي أحبها كان بريئاً كطفل!!
عصر قلبه جيداً ....عصره مرة أخرى ...سالت منه الكثير من الدماء...الكثير من المشاعر ....الكثير من الدموع !!
كان لا بد من ذلك ...هو يحبها ولا يريد لها أن تشقى من أجله ...
لبس ذلك الطقم الأسود ، وسار في ذلك الطريق الجنائزي حاملاً وروداً سوداء لطالما ارتشفت من دموعه في تلك الليلة الباردة من تموز !!
ذكـّرها بالماضي .. أفصح لها عن خلجاته واعتلاج نفسه ... اعترف لها بأنه أحب عبد الحليم عندما عرفها...
لكنه من أجل حبه لها سيبتعد عن قلبها..عن حياتها .. عن تاريخها..وإلى الأبد !
إلى متى
إلى متى سيظلان يلتقيان في خلسةٍ من الدهر ويسرقان الأحاديث في جوف الليل ...إلى متى ؟
لا أمل في الزواج ... ستكون تلك السنون الخمس طويلة إذا ما انتظرته
لا أمل إذن !!
الفراق هو الحل الوحيد طالما أنه يحبها ولا يريد لها ضـُرّ ا !
قصف
رعدٌ شديد ... سالت الوديان ...جفت البحار ... هاجرت الطيور ... تساقطت
أوراق الربيع ... موجاتٌ عارمة من المطر تساقطت في تموز ....
تعانقت الأرض والسماء ...
لفـّها
بقوة إعصار ... دموعها أيقظت فيه الرغبة في العويل ..بكيا كثيراً ...ملأا
تلك الوديان القاحلة بدموعهما ...وانتزعها القدر من يد رجلٍ بقوةِ إعصار !!
عبد الحليم غنى طويلاً طويلاً حتى ساعاتٍ متأخرة من الذكرى:
" على طوووول الحيااااااة..نآبل ناس..ونعرف ناس .. ونرتاااااااااااااااااح ويا ناس عن ناس ..
وبيطووول الزمن بينا ..يغير لون ليالينا ..
بنتوه بين الزحام والناس..ويمكن ننسى كل الناس
ولا ننسى حبايبنا:
أعز الناس حبايبنا ...... أعز النااااااااااااااس
حبايبنا .
ثم يسدل الستار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال الذي يطرح نفسه في مشاعر عذرية فاشلة :
مع أن الحب هو شيءٌ خارج عن القوانين لكن هل من حقنا أن نحب من لا نستطيع الزواج منه؟؟ هل يُعتبر حبنا لهذا الإنسان كذباً ونفاقا ؟!
إذا كان لا بد للحب أن يكلله الزواج فهل يمكننا أن نصنف 99 % من العشاق على أنهم منافقون كاذبون ؟!
هل الحب هو عبارة عن خلجات لا بد لها أن تنتهي ؟؟
نريد آراءكم .....
عبروا عن تجاربكم
دمتم بخير......في صحبتي