هل يخجلك مظهرك إن لم تكن جميلا ووسيما ؟
هل يجعلك ذلك إنعزاليا ؟
هل تهتم لرأي الناس في شكلك ؟
ثم هل يؤثر فيك رأيهم ؟
هذه تساؤلات قد تتسلل الى النفس الضعيفة الثقة والمهزوزة القناعة وتلح
على صاحبها فتضايقه بل وتعيشه في حالة نفسية صعبة قد تتحول مع الأيام إلى
مرض تظهر أعراضه مثل الخجل والإفراط أو الهوس والجنون في الاهتمام بالمظهر
بعدة طرق مثل إستعمال مفرط لأدوات التجميل وعمليات التجميل محاولة لتغيير
الشكل للأجمل إرضاء للناس ....
وهذا كله طبعا ضرب من الجنون وضعف في الشخصية والثقة في النفس يجعل الإنسان قالب جميل فارغ المحتوى من داخله ومعصية في نفس الوقت
يقول الله تعالى (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ))
ويقول عز وجل (( الذي خلقك فعدلك ــ في أي صورة ما شاء ركبك ))
وهذا يعني أن الله خلق الإنسان في أبهى شكل وأحسن تقويم وأجمل مظهر
لأن الجمال ليس بجمال الشكل والمظهر وإنما هو جمال الروح والجوهر
إن ما نعيشه اليوم من هوس الشباب لللإهتمام بأشكالهم الخارجية رغم
أن جوهرهم أحوج للإهتمام لهو ضلال عن الحق والحقيقة وإفساد للمبادئ والقيم
إضافة الى أن هذا الإستخدام الجنوني لأدوات التجميل المصنعة من مواد
كيميائية خطيرة ومسببة لأمراض خطيرة مثل السرطان وغيره هو جهل وغباء ليس
له عذر أبدا
كما أن كل ذلك ظلم للنفس البشرية وبدعة مختلقة تتماشى مع النظرة الدونية للمظهر الخارجي للشخص في مجتمعاتنا
فإن لم تكن جميلا ووسيما فمن الصعب أو من المستحيل أن تتمكن من الإرتباط بفتاة أحلامك الملائكية
وإن لم تكوني جميلة فلن يتقدم لكي العرسان وستجلسين في بيت أبيكي وستتذوقين مرارة العنوسة
للأسف هذا هو واقعنا على الأقل نسبيا وذلك بسبب إنعدام الوعي والإدراك ... ومخلفات هذا تكون عواقب وخيمة
فكم من فتى وسيم الشكل تزوج من فتاة ملائكية المظهر وفشلت الحياة
بينهما وقد يخلفان ورائهما أطفال يعيشون ضياعا أسريا وتفككا إجتماعيا
إخوتي يجب علينا أن نكون أكثر إنسانية وأكثر وعيا وأن لا نتنازل عن
تكريم الله لنا وتمييزه لنا بالعقل والفكر ولنا في ديننا الإسلامي خير
النصائح والإرشادات
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( فاظفر بذات الدين تربت يداك ))
وذات الدين هي ذات الخلق وذات المبادئ والقيم الأصيلة وذات الروح
الطيبة وليست ذات القوام الممشوق والعينان النجلاوان والنهد الكاعب والشعر
الحريري
إن ركضنا وراء المظاهر المغرية قبل معرفة ما هو عليه الجواهر هو ركض وراء هلاك وجري وراء سراب يحسبه الظمآن ماء
فأفيقوا أيها الناس وعودوا لرشدكم قبل فوات الأوان