((سئمت تكاليف الحياة ومن يعش 0 ثمانين حولا لا آبا لك يسأم))
سئم زهير وقد وقف على اعلى ذروة في جبل الحياة ولم يعد يعنيه شيء الإ الحكمة التي اكتسبها عبر حياته 0 ولكننا في هذه الايام نستطيع ان نقول لقد سئمنا 00 لا لأننا بلغنا من العمر عتيه 00 بل لأن الحكمة التي ادركناها عما يجري حولنا اوصلتنا الى مرحلة الشيخوخة المبكرة بما فيها من عجز مبني على الفهم 00
((رايت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم ))
لا قانون اذا للموت ولا نجاة منه فهو آت عاجلا ام آجلا لاسيما ويتبعها بقوله 00
((من هاب اسباب المنايا ينلنه وإن يرقى اسباب السماء بسلم )) فلماذا الخوف اذا يا عرب اليوم والموت ادنى الينا من حبل الوريد
((ويقول ايضا : ومن لا يزد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ))
لقد عرف هذا الحكيم منذ 1500 عام ان حوض المياه مصدر الحياة عنده وعند أهله ويجب أن يصان وأن يدافع عنه 0 حتى لو كان في ذلك ظلما للاخرين 0000
(( إني اشعر اليوم بان زهير كان يعنينا بقوله هذا )) 00
((والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم ))0 اذا الظلم متأصل في النفس البشرية لأنه اداة الصراع من أجل البقاء والذي لا يظلم من اجل الحياة يكون بالتأكيد فيه علة مزمنة تعجزه وهذا حظنا نحن العرب اليوم 00
وإن الظلم السائد في عالمنا اليوم هو ظلم مقصود ومتأصل ويجب رده بنفس الاسلوب 00
((ويقول ايضا : ومن لا يصانع في امور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم ))
الان تقوم امامنا جبال شاهقة تحول دون بلوغنا ما نقصد ونهدف اليه اذا لابد من الالتفاف حولها ومجاراة وعورتها كي نقهرها في النهاية
ويقول ايضا : (( ما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم ))
لقد شاهد زهير حروب كثيرة وادرك النتائج المدمرة لها 00
(( فهل تنصحنا بأن نوقف الحرب بيننا كعرب او مسلمين ارجو ان نكون قد سمعنا وفهمنا ))
واني أسألك الان يا زهير وأسأل نفسي كيف اصبت تلك الحكمة وحياتك في صحراء وضمن قبيلة لا تملك إلا اليسير من اسباب العيش 0
وأنك حكيم حتى في عصرنا هذا وكم نفتقد امثالك اليوم ياابن الصحراء وابن الغضى00 وانا افتخر بالانتماء الى امة انجبتك 00 فخيالك ممتد عبر الصحراء والازمان ليصل الينا بنكهة طعمها لا اجمل ولا ابقى 00