فيما يخص قياس الكُمون الكهربائي والمقاومة الداخلية الخلوية الرسم رقم 2
يبين معدات القياس الذي يعالج الإشارة البيوكهربائية عند الخلايا والبروتوبلاست.
هذه المعدات تمكن من تضخيم تسجيل الإشارة الكهربائية التي تقاس بواسطة إلكترود مجهري.
(الصورة رقم 3). هذه الإلكترودات المجهرية مكونة من أنبوب زجاجي موسط بخيط شعري
مصنوع من لدن (Clark electromedical instrument USA) بادئ ذي بدء معير.
الإلكترود المجهري النهائي يتوفر على قطر سنان طرفي يساوي mu0.1 وممتلئ بإلكتروليت
مركز ليكون جاهزًا للقياسات البيوكهربائية. مع العلم أن الاتصال الكهربائي مؤمّن بواسطة
ميصلة صغيرة مملوءة بنفس الإلكتروليت السالف الذكر.
الرسم (2): معدات قياس وتسجيل كمون النباتات وكمياتها
إن مقياس تحويل الإشارة الكهربائية الخلوية إلى صوت قد استخدمت فيه توصيلة
الممانعة مع مضخم والكل مراقب بواسطة جهاز كمبيوتر IBM والمجهر متصل
بشاشة تلفاز لمعرفة مدة دخول الإلكترود المجهري في الفضاء الداخلي للخلية أو البروتوبلازم.
النتائج
إن وجود بعض المذابات مكّننا من ملاحظة استقطاب زائد عند الخلايا وخاصة
عندما تمتص الخلية أيون النيترات أو الكلورور وهذا لاستقطاب الزائد المتغير بتغير
امتصاص المذابات (الصورتان رقم 4و5) يمثل الاستقطاب العام للخلايا النباتية ويمثل
الحالة الفيزيولوجية التي تكون عليها الخلايا. ويعد أيون النيترات من بين المذابات التي
تؤدي إلى استقطاب زائد مما يؤكد فرق الجهد بين داخل الخلية والوسط الخارجي.
الصورة (4): رسم دقيق لقياس كمون السيتوبلازم والفجوة في وقت واحد
عند خلية Acer pseudoplatanus
الصورة (5): تسجيل بياني من كشاف الذبذبات لكمون السيتوبلازم (أ) والفجوة (ب)
في وقت واحد مع استعمال إلكترودين
هذه المعدات العلمية الدقيقة والمتطورة والتي تتطلب مجهود عدة باحثين في وقت واحد
وتحت المجهر مكنت من قياس كمي وكيفي للوسيط الكهربائي عند الخلايا والبروتوبلازما.
ولكن كان من الضروري ربط كشاف الذبذبات بمضخم جِدّ دقيق لتحويل إشارة الذبذبات إلى
أصوات متزامنة مع الجهد الكهربائي المقاس بكشاف الذبذبات. من هنا (الصورة رقم 6) كلما
زدنا من أيونات النيترات عند الخلية سجّلنا استقطابًا زائدًا، وكلما انتشرت كمية زائدة لأيون
النيترات داخل الخلية كلما كان الاستقطاب الزائد قويٌّا مما يؤدي إلى ارتفاع همسات الصوت
عند الخلية وهو صوت يشبه ذلك الذي يطلقه الحوت في وسطه المائي. الصورة رقم 7) تبين
جواب الخلايا من الأصوات بعد معالجتها بواسطة أيون النيترات.
الصورة (6): تسجيل استقطاب زائد بعد معالجة الخلية بالنترات
الصورة (7): أوراق نباتات تبين اتجاهاتها على مدار ساعات اليوم
ومعلوم أن النيترات بقدر ما هو نافع للخلية النباتية لنموها يكون جِدّ مُضِرّ عندما تكون الكمية المنتشرة بالداخل الخلوي كبيرة مما يجعل الخلية في حالة فيزيولوجية مغايرة ويترتب عنه همسات أصوات أكبر من سابقاتها، من هنا نستحضر قول الله تعالى: (تُسَبّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)، سورة الإسراء آية 44.
إذا كان البشر والحيوانات لها أصوات وهمسات تمكّنها من إنجاز عدة وظائف حتى التسبيح
بحمد الله ـ فإن النباتات كذلك لا تنفرد عن المخلوقات الأخر. فعندما نقرأ في القرءان الكريم:
(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (سورة الرحمن، الآية 6) نفهم من خلال ذلك أن هذه المخلوقات
يمكنها السجود لله وما الصورة رقم 8 إلا دليل على أن أوراق النباتات والأشجار يمكنها أن تأخذ
اتجاهًا معينًا على مدار اليوم. هذه التجارب الدقيقة التعقيد تظهر إعجاز الله في خلقه، وتسبيح
النبات فعليّ ولكن الحواس البشرية لا تفقهه ولا يمكنه استقطابه وإدراكه.