bouztel المدير العام
عدد الرسائل : 1699 العمر : 67 ادارة المنتدى المزاج : متزاعل انا والزعل وبكره النكد ومشتقاته نقاط تمييز : عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 13/11/2008
| موضوع: ترميم النفس حسب الاوضاع....؟؟؟؟؟؟ 5/8/2009, 4:32 am | |
|
اكتشف علماء النفس أن الفرد يمتلك آليات لإعادة ترميم ذاته ، ولمعالجة الندوب النفسية التي تنتج عن قصور إمكاناته في مواجهة متطلبات وجوده
وفي وضع الحلول المناسبة لما يعترضه من مشكلات في الصعد كافة ؛ ومن هذه الآليات ما يعرف بأحلام اليقظة . ومن خلال هذه الآلية يقوم الفرد بعملية مراجعة شاملة لتصرفاته وللأحداث التي مرت به ، ويبحث عن الحلول المناسبة ، والممكنة ، للتحديات التي تواجهه . وفي فترات ( الصَفْن / بلهجة بلاد الشام ) يعيد الفرد ترتيب الأحداث ومراجعة الأمور لاكتشاف الأخطاء التي ارتكبها في الماضي وكيفية التخلص منها ، ولاقتراح الحلول للمشكلات الحاضرة والمتوقعة في ضوء ما يمتلكه من معارف واستعدادات وخبرات . أمّا عندما تكون المشكلات التي يواجهها فوق إمكاناته فإن خياله يبدأ بالبحث عن الحلول المشتهاة عبر الأحلام الوردية ، والتي تكون غير واقعية غالباً ، بل قد تكون محرمة وغير مشروعة . ولا بأس في هذا النوع من الخيال ومن الأحلام ، إن بقيت مجرد خيال وأحلام فحسب ، لأنها تجلب لصاحبها بعض الرضا عن النفس ، وتضخ في أعماقه جرعات من الأمل ، وتتيح له أن يعيش حيث يحب ولو للحظات من الوهم الجميل ، فينتصر في معارك كان قد هزم فيها ، ويتفوق في مواطن كان قد قصّر فيها ، ويربح في منافسات وصفقات كان قد خسر فيها ، ويتصور نفسه وقد استطاع أن يحل مشكلاته جميعاً بأساليب خيالية خارقة .... وبذلك يستعيد شيئاً من التوازن اللازم للاستمرار في مواجهة أعباء الوجود . لكن المشكلة أن بعض الأفراد لا يعرفون كيف يعودون من أحلامهم وخيالاتهم إلى دنيا الواقع ، الأمر الذي يقود بعضهم إلى عيادات الأمراض النفسية ، ويأخذ آخرين إلى مستشفيات الأمراض العقلية ، ويسوق أناساً إلى السجون ( أو الخوف الدائم منها ) . وإذا كنا نتفهم الأحلام البريئة ونمارسها يومياً ، فإننا نشفق على أصحاب الأحلام المَرَضِيَّة ونتمنى لهم الشفاء ، ونشعر بالغضب الممزوج بالخوف والاشمئزاز من أصحاب الأحلام الشيطانية ، الذين لا يحللون ولا يحرمون في سبيل تحقيق أحلامهم وأوهامهم ، وأشد هؤلاء شراسة من تأمرهم نفوسهم ، الأمارة بالسوء عادة ، باستغلال الفرص المتاحة لهم ، فيبدؤون بالهبش واللطش والنتش ( وما على وزن هذه الكلمات وفي معناها ) ، شعارهم : كل الوسائل مبررة ومشروعة لتحقيق الأحلام ، ولاسيما ما يتعلق منها بالثروة بأشكالها المتعددة . وأخطر ما في الأمر أن تتحول الوسائل التي كانت حتى الأمس القريب مدانة إلى وسائل مقبولة ومفهومة ، وأن تغدو ثقافة الفساد والرشوة ومشتقاتهما من الأمور الشائعة ، وأن يصنف الفاسدون والمفسدون والمرتشون في زمرة الأذكياء والفهلويين وأصحاب المبادرات ، في حين يصنف الآخرون في زمرة الأغبياء وقليلي الحيلة ، حتى كادت القيم المتعلقة بالرشوة والفساد أن تصبح من الأمور المعترف بها ، بل المطلوبة ، في المبادلات التجارية الدولية ، وصارت تحسب كجزء من الكلفة ، ووجدت من الاقتصاديين مَنْ ينظّر لها ويبرّرها ، ومن يطلق عليها اسم نقطة الزيت التي لابد منها لتليين المفاصل المتكلّسة في القوانين ، ولاسيما في قوانين الدول المتخلفة . وقد ذكرني أحد الأصدقاء بالازدراء الذي كان الناس يعاملون به الشخص المرتشي ، وبالحصار المعنوي الذي كانوا يضربونه حوله لعزله ومعاقبته ، مما كان يضطره إلى تغيير محل إقامته والانتقال إلى بيئة لا تعرفه ولم تسمع بفعلته المشينة ، مع أن رشوته لم تكن تزيد عن ليرة ورقية تدسّ له ضمن أوراق الإضبارة بكثير من الحرص والحذر ( هذا يوم كانت الليرة تحكي كما يقولون ) ، أما إن كانت المعاملة محرزة فترتفع الرشوة إلى خمس ليرات ورقية ( وللعلم فقد كان يرمز لخمس الليرات تلك بـ كف مريم ، نظراً لقدرتها الهائلة في تمشية الأمور وحل الصعاب ) . أما في زمن العولمة فالفاسدون والمفسدون والمرتشون نجوم في بيئاتهم وغيرها من الأماكن ، يتقرّب إليهم الناس ، ويمتدحون ذكاءهم الخارق ؛ ويحرصون هم من جهتهم على الحضور الطاغي في المناسبات العامة ، لتوزيع ابتساماتهم الجميلة والمرسومة بعناية ، تحت الأضواء وأمام الكاميرات ، وهم يمارسون فعل البر والخير والإحسان على الأفراد والمؤسسات ؟؟!! وفي زمن العولمة هذا منحت للبرطيل والرشوة أسماء جميلة ، مثل الحلوان والإكرامية وثمن فنجان القهوة ..... ، وتم وضع عدد من الأصفار على يمين ( كف مريم ) بما يتناسب مع لون الحبر الذي يليق بالتوقيع المطلوب .
| |
|
وردة غزة مــراقـــبـة عــامــة
عدد الرسائل : 485 العمر : 37 نقاط تمييز : عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 19/10/2009
| موضوع: رد: ترميم النفس حسب الاوضاع....؟؟؟؟؟؟ 12/4/2009, 8:17 am | |
| شكرا لك عمو ابو رامي كلماتك التي تشفي غليل انفس كثيرة لا تستطيع النطق بمثل هذه الكلمات
لقد اجدت فعلا بوصفك لهؤلاء المرضى ونتمنى ان لا يستخدمو كلمة تحقيق الاحلام في الاشياء الحقيرة التي يفعلونها لانها كلمة جميلة تتعالى عما يتفوهون به
بئسا لهم ما كانوا يحلمون وبئسا ما قبضوه ليحققوا احلامهم الشيطانية
اشكر لك مجهودك وكلامك في هذا المضووع المميز
دمت بتالق وود | |
|