لغتنا الجميلة وتأثير البيئة على مفرداتها

علي بن الجهم شاعر بدوي مغرق
في البداوة -هكذا كان في مطلع حياته -وسمع
في باديته عن عطاء الملوك والأمراء للشعراءالمادحين.
وأغراه المغرون بطرق باب الخليفة العباسي المتوكل ليمدحه وينال
عطاءه .فيمم وجهه شطر بغداد .... ودخل قصر الخليفة وفي
البهو الملكي وقف يمدح الخليفة فقال له :

أنت كالكلب في حفاظك للود**** وكالتيس في قراع الخطوب
فقامت الحاشية تريد تأديب هذا الشاعر ..لكن الخليفة منعهم وطلب منهم
أن يأخذوه إلى قصر كالجنة فيه أنهار وأوراد وأزهار وجواد وتركه فترة
شهرين أو أكثر ثم عين له موعدا لاستقباله من جديد واجتمع المجلس في البهو
وانطلق علي بن الجهم يمدح الخليفة بقصيدة ما تزال من غرر الشعر العربي:

عيون المها بين الرصافة والجسر *** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وقلن لنا :نحن الأهلة إنما *** تضيء لمن يسري بليل ولانقري

خليلي ما أحلى الهوى وأمرّه *** واعلمني بالحلو منه وبالمر

بما بيننا من حرمة هل رأيتما *** ارق من الشكوى وأقسى من الهجر

وجوه بني العباس للمُلك زينة *** كما زينة الأفلاك بالأنجم الزهر

هذه لغتنا العربية , لغة الحياة ولغة لكل مقام مقال .....