روكامبول اربع اجزاء مجموعة قصصية رائعة

في عام 1829ولد الروائي الفرنسي هوبير الكسي فردينان جوزيف دوبونسون ، وهو
الاسم الحقيقي كما ورد في جريدة لوفيجارو * 16 ابريل 1992 * وأطلق عليه اسم ترايل تبعا للمقاطعة
التي كان يعمل فيها ، واشتهر بأسم بونسون دي ترايل.
خدم في الجيش واستفاد من ذلك برواياته وبعد انتهاء الحرب تفرغ للكتابة .


"قال بونسون "
بأن رسالته هي تسلية الناس فقط .
وهذا مايوده الحكام في ابعاد اهتمام الناس عن السياسة .


له سبعة عشر رواية في اربع مجلدات
باسم روكامبول بأربع اجزاء
روكامبول ج 1
يضم القصص :
- الإرث الخفي
- التوبة الكاذبة
- الغادة الإسبانية
- انتقام باكارا.



روكامول ج 1 : يجسد الصراع القائم بين الشر والخير بين قوى المجتمع من فاتناته او فرسانه
والمجرمون والكهنة والرهبان . في هذه الرواية يجرد الروائي بونسون كل اقنعة الزيف التي تخفي
الحقيقة . فتبدا القصة الاولى بهرب الفتاة باكارا ابنة الثانية والعشرين مع حبيبها.


روكامبول ج 2:
- سجن طولون
- روكامبول في سيبيريا،
- العاشقة الروسية،
- ضحايا الهند.


روكامبول ج 3:
- ملايين النورية،
- البستانية الحسناء،
- كنوز الهند،
- ابن أرلندا،


روكامبول ج 4 :
- قلب المرأة،
- تلميذ روكامبول,
- روكامبول في السجن،
- مذكرة مجنون،
- وخاتمة روكامبول.


" قراءات"


-ولد في فترة ازدهار التأليف الروائي، حيث الكاتب يمتلك سلطة كبيرة للتأثير على الناس .
- مجلداته الاربعة يقوم بالمغامرة فيها شخص واحد ( روكامبول ) ،وحين قرر الابتعاد
عن اقحام سطوة روكامبول في كل رواياته ، وتمكن من ابعاده بروايتين له ، لكن أُجبر
من القراء بالعودة للكتابة عن شخص روكامبول فكتب:
صحوة روكامبول
و عودة روكامبول إلى الحياة
- تدور اغلب احداث رواياته في بيوت الاغنياء أو الفقراء ، لكنه لايقرب السياسة في كتاباته
رغم قسوتها وسلطتها على الناس .
- نشرت الصحف رواياته مسلسلة ، حيث في القرن التاسع عشر بفرنسا تختار الكثير
من الصحف كتابها ورواياتها.
- في عام 1859 وحتى عام 1884 نشرت جريدة لوماتان مأساة باريس ، حيث فتح له
إميل جابوريو صفحات جريدته لنشرها دون توقف .
- في عام 1894 توفى صاحب الجريدة. وقد نشرت في هذه الحقبة ثلاثين رواية مسلسلة، وتابع
الناس مغامرات اللص الشريف روكامبول ، مما دفع بصحف أخرى أن تتعاقد معه لنشر
أعمالهِ، وصل به الامر ان ينشر خمس روايات مسلسلة في صحف مختلفة.
- كتب باسلوب جديد ، عن شخوص رواياته التي لاتحرك ساكن ، حين يتم حبسها في
القلاع او الاقبية ، لغاية وصول منقذها الذي تدعك تصدق او لاتصدق طريقة إنقاذه.


من المجلد الاول
"الارث الخفي "


كان نابليون الاول عائدا من مدينة موسكو بعدما نشبت فيها نار الروسيين
وقد غرق نصف معسكره العظيم في مياه نهر بريزينا الثلجية . وكان السيل عرما
والريح زعزعا تهب من جهة الشمال والافق مقتما متلبدا بالغيوم السوداء والبرد قارصاً
فكانت تلك الجنود التي القت الرعب في قلوب اوروبا المتحدة تقاوم بقوة الياس جواذب
النعاس المميت وتدافع بعامل الانفة الم الجوع القاتل ، وكان بعض المشاة ينازعو العقبان
جثث الخيول ومنهم من كان يغلبه النوم فيرقد رقدة لا انتباه بعدها ، وهم مع كل ذلك يلجأون
الى الفرار من حين الى حين خشية مدافع الروسيين ومطاردة القوزاق . وان بين اولئك
المنكودين ثلاثة فرسان قد اووا الى غابة صغيرة وجعلوا يجردون الثلوج عن اغصان العليق
ثم احرقوها وقعدوا حولها يصطلون .
كان احدهم في الخامسة والثلاثين من عمره مرتديا بملابس تدل على ان له في الجيش
رتبة اميرالاي وهو فوق الربعة في الرجال ازرق العينين قد ارتسمت على محياه النبيل
علائم الشجاعة والصبر وهو ملقى بين رفيقيه وقد تكسرت ذراعه واثخن بالجراح .
وكان الثاني قائد مائة وهو في مقتبل الشباب أسمر لون الوجه ، مضطرب لايستقر وقد جلس
الى جنب رئيسه على الاصطلاء وملامح الاضطراب ظاهرة على وجهه العبوس
أما الثالث فكان من جنود الحرس اسمه ( فيليبون ) وقد طار فؤاده شعاعا لجراح مولاه ودموع
الحنو تنهمل من عينيه فكان اذا سمع دوي مدافع او وقع حوافر ينهض نهضة الليث باحثا
عن جهة المطاردين ثم يعود لملاه فيغسل جراحه الثخينة بمنهل الدموع .
فهمس القائد باذن الجندي وقال اذا تركناه ينام فلا نعود على ايقاظه
فمال الجندي على اذنه وقال : لابأس من رقاده ساعة فاني احمله نائما على كتفي
فقال القائد : ان الروسيين على مسافة ثلاثة فراسخ من فلينم اذا شاء ونحن نسهر بقربه .
وقد سمع الاميرالاي هذه العبارة فمد يده الى فيليبون وشكره على حسن صنيعه معه .
وشكره الاميرالاي القائد وقال له : إصغ الي فاني اشعر بدنو الاجل واحب ان احدثك بامر
أرجو الا يثقل عليك سماعه ، ان لي من العمر خمسة وثلاثين عاما ودخلت في سلك الجندية
في السادسة عشرة من عمري وارتقيت الى رتبة اميرالاي ولي من العمر ثلاثون عاما ، اريد
بذلك انه كان لي شيء من الشجاعة والصبر وتدرجت بهما في سلم المعالي وكدت ابلغ بهما
منتهى امالي ، ورخصت نفسي امام حب الوطن .
فقال له القائد بلهجة المعزي : صبرا ايها الصديق فسنغادر هذه البلاد المصقعة الى بلاد
تسطع بها اشعة الشمس فيخرج الاسد من عرينه .


وشكره الاميرالاي القائد وقال له : إصغ الي فاني اشعر بدنو الاجل واحب ان احدثك بامر
أرجو الا يثقل عليك سماعه ، ان لي من العمر خمسة وثلاثين عاما ودخلت في سلك
الجندية في السادسة عشرة من عمري وارتقيت الى رتبة اميرالاي ولي من العمر ثلاثون
عاما ، اريد بذلك انه كان لي شيء من الشجاعة والصبر وتدرجت بهما في سلم المعالي
وكدت ابلغ بهما منتهى امالي ، ورخصت نفسي امام حب الوطن .
ثم مد يده الى فيليبون وقال : انني تركت ايها الصديق في فرنسا وطني المحبوب امراة
في مقتبل الشباب وطفلا صغير ، وعن قريب ستصبح تلك المراة أرملة وذلك الطفل يتيما ..
لاتقطع علي حديثي ايها الصديق فانني اتمنى لنفسي ماتتمناه لي من العيش لأشاهد امرأتي
وولدي ولكن قلبي يحدثني بقرب الوفاة وان تلك الارملة وذلك اليتيم يحتاجان الى نصير أمين .
فركع بستيان على ركبتيه واستشهد السماء بيديه وهو يقول : اني سابذل حياتي ودمي
قطرة فقطرة في خدمة امراتك وولدك اذا اصابك الدهر بمكروه ز
فشكره الاميرالاي وكان اسمه دي كركاز ثم حول نظره للقائد وانت .. انت ايها الصديق
الاخ الشقيق والصديق الصدوق ..


وكأن هذه الكلمات قد فعلت فعلها بالقائد فعل الكهربائية بالاجسام فاضطرب عند سماعها
كاضطراب الريشة في مهب الريح ولكن ذلك مر باسرع من التصور فلم يلبث ان عاد الى
ماكان عليه من كدر ، واقترب ارمان مصغيا اليه فقال ارمان انت ياخير من عرفته في ايامي
انك ستكون تلك الارملة ووالد ذلك الطفل الصغير
فاحمر وجه القائد وبرقت اسرة وجهه غير ان ارمان لم ينتبه الى ذلك فمضى في حديثه يقول :
اني لا اجهل سابق غرامك بأمراتي منذ كانت تدعى باسم ذويها وانك تذكر يوم خلبت قلبينا
بادبها وتزاحمنا على حبها كيف تركنا لها الخيار في انتخاب احدنا بعلا لها ، فكنت اوفر
منك حظا واختارتني لها قرينا برضاك فلم يكن ذلك ليقطع صلات المودة بيننا بل استحكمت
في اثره علائق الوئام واستوثقت عرى الاخاء مما دعاني الى شكرك في حينه شكر محب
عرف سر الولاء ودعا لك الله في صلواته اذ كنت السبب في ما وصل اليه من ذلك الهناء
والان فان ذلك الزوج الرؤوف سيزج في ظلمات الابدية وسيغادر المراة ارملة لانصير
لها الاك ، ولا رجاء لها سواك ، فانت ستكون بعدي زوج تلك الارملة لتكون ابا لذلك اليتيم .
نعم انك ستتزوجها من بعدي وهذه وصيتي الاخيرة كتبتها عند نشوب هذه الحرب ، وقد تركت
لك بها نصف ثروتي ، اما الان فانك ستقتسمها مع امراتي وولدي لاني اثق بك وباخلاصك





حمِّل المجموعة كاملة