شاعر مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فما تقولون في شعره
بأبي وأمي أنت يا خير الورى
وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ
بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
فاقتْ محبةَ مَن على وجه الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ
لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
لك يا رسول الله منا نصرةٌ
بالفعل والأقوال عما يُفترى
نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ
من دون عِرضك بذلها والمشترى
للشر شِرذمةٌ تطاول رسمُها
لبستْ بثوب الحقد لوناً أحمرا
قد سولتْ لهمُ نفوسُهم التي
خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كان مدبَّرا
تبّت يداً غُلَّتْ بِشرّ رسومِها
وفعالِها فغدت يميناً أبترا
الدينُ محفوظٌ وسنةُ أحمدٍ
والمسلمون يدٌ تواجِه ما جرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنــا إذا
ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا
ولأفضلِ الأديان قام فأنذرا
ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً
يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته
ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى
وعليه من لدن الإلهِ تحيةٌ
رَوْحٌ وريحانٌ بطيب أثمرا
وختامُها عاد الكلامُ بما بدا
بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى
************************************************
مهداة إلى خير البشر
من أينَ أبدأ يا حبيبَ فُؤادي *** وقَصيدَتي مَخنوقةُ الإنشادِ ؟!
من أين أبدأ والمشاعرُ أُلهبت *** وتحرَّقتْ بحرارةِ الإيقادِ ؟!
من أين أبدأ والحروفُ تزاحمتْ *** لكنَّها تهفُو إلى إجهادِي ؟!
تعبتْ قواي أطاردُ الحرفَ الذي *** يُزجي خُطاي إلى الرَّسولِ الهادي
يا ساكنَ الأعماقِ من أكبادِنا *** شرُفتْ بأُنسكَ أعمقُ الأكبادِ
ما زلتَ تزرع في ربى أرواحِنا *** شجرَ اليقينِ ونبتةَ الإسعادِ
ما زلتَ تنتزعُ الظَّلامَ فتمَّحي *** آثاره وتزيلُ وجهَ سوادِ
يا ساكنَ الأعماقِ فاضتْ عَبرتي *** أسفًا لفرقة أمةِ الأمجاد
كنًّا سيوفًا في الوغى ونشيدُنا *** " الله أكبر " من فَمِ الآسادِ
ما بالنا ضعفتْ قوانا بعدَما *** كنَّا نزلزل ساحةَ الأوغادِ ؟!
ما بالُ أقصانا يلُوك جراحَه *** ويدُ الفساد تخوضُ في بغدادِ ؟!
ما بالُ أربابِ السخافةِ أيقظوا *** فتنَ العَداء وموجةَ الإفسادِ ؟!
رسموكَ يا رمزَ الجمالِ مشوهًا *** ومدادُهم حبرٌ من الأحقادِ
رسموكَ واجترؤوا بعينِ طباعِهم *** وتناولُوكَ بمنطقِ الحسَّادِ
ما زلتَ تكبُر في العيون مهابةً *** والحاقدونَ تسفُّهم برمادِ
الكونُ أشرقَ مذ سكنتَ مشيمةً *** وهفا الزمانُ لساعةِ الميلادِ
ووُلدتَ أشرفَ مولدٍ فتسامقَ التـ *** ـتاريخ يرسمُ لوحةَ الأمجادِ
وتأهَّب الفجرُ الجديدُ يدكُّ ما *** عبدَ الطغاةُ ببطن ذاكَ الوادي
ناديتَ فانطلقَ النِّداءُ مجلجلا *** وأصاختِ الدنيا لخير منادِ
شكَّلتَ بالإسلام روحَ حذيفة *** وبذرت نورَ الحقِّ في المقدادِ
وسكنتَ بالخُلق العظيمِ قلوبَ من *** وقفوا لدربِ هداك بالمرصادِ
أيضرُّ هامتك البهية حاقدٌ *** يبغي تسلُّق قمةِ الأنجادِ ؟!
أتصُدُّ نورَ الشمسِ كفُّ مخادع *** قصُرتْ فلم تظفَرْ بغير سوادِ ؟!
يا ساكنَ الأعماقِ وجهُ قصيدتي *** خَجِلٌ يحاول أن يصوغَ وُدادي
واعدتُ سيلَ مشاعري بخواطري *** فأبتْ وما وفَّيتُ بالميعادِ
عذرًا إذا عجزَ البيانُ وخانني *** شِعري وذابَ من الجراحِ فؤادي
مهمَا أفضتُ من المشاعرِ فالذي *** بين الجوانحِ زادَ عن إنشادي
حبُّ الرسول أجلُّ من كلماتِنا *** والخَطْبُ أعظمُ من حُروفِ مدَادي
شعر
صالح بن سعيد الهنيدي