من هو الصحابي
الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام وجمعها صحابة .
وهم رجال ونساء عظام حملوا الأمانة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
و بذلوا كل غالي و نفيـس من أجل إعلاء كلمـة الحـق ، حتى آثروه على أنفسهم
وأموالهم وأزواجهم وأولادهم ، وبلغ من محبتهم له وإيثارهم الموت فى سبيله
أن هان عليهم اقتحام المنية كراهة أن يجدوه فى موقف مؤذ أو كربة يغض من قدره.
فضائل الصحابة في القرآن والسنة
ولما للصحابة من الفضل العظيم فإن الله تعالى ذكرهم فيما أنزل من الكتب
حتى لا يذهب ذكرهم ولا تمحى من رؤوس القبائل والشعوب مآثرهم .. قال تعالى :
(( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا
سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود
ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ
فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار
وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ))
وقال تعالى :
(( والسابقون السابقون * أولئك المقربون * فى جنات النعيم * ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين ))
وقال تعالى :
(( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى
الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ))
وقال تعالى :
(( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة
من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم ))
وقد حضر غزوة تبوك جميع من كان موجودا من الصحابة ، إلا من عذر الله من النساء والعجزة.
أما الثلاثة الذين خُلفوا فقد نزلت توبتهم بعد ذلك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الله الله فى أصحابى ، فلو أن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهبا ما ساوى مده ولا نصيفه "
وقال فيهم ورحى الحرب دائرة فى بدر :
" اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد فى الأرض "
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شئ، فسبه خالد.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تسبوا أحدا من أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل اُحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصِيفه "
قال ابن تيمية رحمه الله :
كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو شهرا أو يوما أو رآه مؤمنا
به ، فهو من أصحابه ، له من الصحبة بقدر ذلك.
فإن قيل :
فلم نهى خالدا عن أن يسب أصحابه إذا كان من أصحابه أيضا ؟
قلنا :
لأن عبد الرحمن بن عوف ونظراءه من السابقين الأولين ، الذين صحبوه في
وقت كان خالد وأمثاله يعادونه فيه ، وأنفقوا أموالهم قبل الفتح وقاتلوا ،
وهم أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا، وكلا وعد الله الحسنى.
فقد انفردوا من الصحبة بما لم يشركهم فيه خالد ونظراؤه ، ممن أسلم بعد
الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل.
فنهى أن يسب أولئك الذين صحبوه قبله ، ومن لم يصحبه قط نسبته إلى
من صحبه ، كنسبة خالد إلى السابقين .
- قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "
قال ابن القيم رحمه الله :
( والله أعلم ، إن هذا الخطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم ،
بل يموتون على الإسلام ، وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب ،
ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات
تمحو أثر ذلك ، ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم ، لأنه قد تحقق ذلك فيهم ، وأنهم مغفور لهم.
ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي ذلك أن
يعطلوا الفرائض وثوقا بالمغفرة.
فلو كانت حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى
صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال )
ثوابت تعم الصحابة
ومن هذه الثوابت :
1- الصحابة كلهم عدول ، لا يجوز تجريحهم ولا تعديل البعض منهم دون البعض.
2- الصحابة كالنجوم يهدون الحائر، ويرشدون الضال ، وفيهم يقول النبى
صلى الله عليه وسلم :
" أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " .
3- الصحابة لم يذكرهم الله تعالى فى كتابه إلا وأثنى عليهم وأجزل الأجر
والمثوبة لهم ، ولم يفرق بين فرد منهم وفرد ولا بين طائفة وطائفة.
وفيهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" خيرالقرون قرنى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم "
وقد تميز عصرهم من بين سائر عصور الدول الإسلامية بجملة من المميزات التي
تميزه عن غيره وأصبح عصر الخلفاء الراشدين مع عصر النبوة معلما بارزا
ونموذجا مكتملا ، تسعى الأمة الإسلامية وكل مصلح إلى محاولة الوصول إلى
ذلك المستوى السامي والرفيع ويجعله كل داعية نصب عينيه فيحاول في دعوته
رفع الأمة إلى مستوى ذلك العصر أو قريبا منه .
وإن فضيلة صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعدلها عمل وذلك
لمشاهدتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم و الذب عنه والسبق إليه بالهجرة
أو النصرة أو ضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده ..
لذلك فإنه لا يعدلهم أحد ممن يأتي بعدهم لأنه ما من خصلة إلا وللذي سبق
بها مثل أجر من عمل بها من بعده ..
وهنا يظهر فضلهم رضي الله عنهم جميعا وارضاهم .