ثم ادم شرفه الله بخلقه له بيده ونفخه فيه من روحه ، ولهذا امر الاملائكه بالسجود له ، كما قال : ( واذ قال ربك للملائكه انى خالق بشرا من صلصال من حما مسنون . فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين . قال لم اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حما مسنون . قال فاخرج منها فانك رجيم . وان عليك اللعنه الى يوم الدين ) . استحق هذا من الله تعالى لانه استلزم تنقصه لادم وازدراؤه به وترفعه عليه مخالفه الامر الالهى ، ومعانده الحق فى النص على ادم على التعيين . وشرع فى الاعتذار بما لا يجدى عنه شيئا ، وكان اعتذاره اشد من ذنبه كما قال تعالى : ( واذ قلنا للملائكه اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا . قال ارايتك هذا الذى كرمت على لئن اخرتنى الى يوم القيامه لاختنكن ذرينه الا قليلا . قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم مزفورا . واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا . ان عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) .
وقال فى سوره الكهف : ( واذ قلنا للملائكه اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دونى ) . اى اخرج عن طاعه الله عمدا وعنادا واستكبارا عن امتثال امره ، وما ذاك الا لانه خانه طبعه ومادته الخبيثه احوج ما كان اليها ، فانه مخلوق من نار كما قال وكما قررنا ، كما جاء فى صحيح مسلم عن عائشه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خلقت الملائكه من نور العرش ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق ادم مما وصف لكم .
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع