قال الله تعالى
قل هو نبأ عظيم . انتم عنه معرضون . ما كان لى من علم بالملاء الاعلى اذ يختصمون . ان يوحى الى الا انما انا نذير مبين . اذ قال ربك للملائكه انى خالق بشرا من طين . فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكه كلهم اجمعون . الا ابليس استكبر وكان من الكافرين . قال يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدى أاستكبرت ام كنت من العالين . قال انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين . قال فاخرج منها فانك رجيم . وان عليك لعنتى الى يوم الدين . قال رب انظرنى الى يوم يبعثون . قال فانك من المنظرين . الى يوم الوقت المعلوم . قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين . الا عبادك منهم المخلصين . قال فالحق والحق اقول . لاملان جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين . قل ما اسالكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين . ان هو الا ذكر للعالمين . ولتعلمن نبأه بعد حين .
فهذا ذكر هذه القصه من مواضيع متفرقه من القرأن ، وقد تكلمنا على ذلك كله فى التفسير ، ولنذكر ها هنا مضمون ما دلت عليه الايات الكريمات ، وما يتعلق بها من الاحاديث الوارده فى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله المستعان .
فأخبر تعالى انه خاطب الملائكه قائلا لهم : ( انى جاعل فى الارض خليفه ) اعلم بما يريد ان يخلق من ادم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضا كما قال : ( وهو الذى جعلكم خلائف الارض ) وقال : ( ويجعلكم خلفاء الارض ) فاخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق ادم وذريته ، وكما يخبر بالامر العظيم قبل كونه ، فقالت الملائكه سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمه ، لا على وجه الاعتراض والتنقيص لبنى ادم والحسد لهم ، كما قد يتوهمه بعض جهله المفسرين ، قالوا : ( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) .
قيل علموا ان ذلك كائن بما راوا ممن كان قبل ادم من الجن والبن . قاله قتاده .
يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع